أقتباسات
بسم الله الرَحمن الرَحيم
ثَمةَ كُتب
تَضعك أمام أكتشافات مُذهله .. تكتشف فيها نفسك ومساحات مِنك لم تَكُن تَعرفها ,
وأُخرى شَخصاً آخراً لَم تكُن تتوقعه . بل إنها قَد تُفضي بِكَ مِن شَخص لآخر
..!!
بَعض
الكُتآب نَقرأ لَهم فتبقى بَعض كلماتهم عالِقه بإذهاننا كَعطرٍ
نقرأ لَهم
فيدهشونا بلغتهم السآحره وإسلوبهم الأخآذ
وكلما
تعمقنا بالقِراءه كلما إزدادت دهشتنا من قدرتهم على أستخدام الكلمات
وتوظيفها
لينتجوا لنا
روائع أدبيه من قصص وروايات وإشعار
وأحياناً
يكتبون أحدآثاً وقعت لأُناس نعرفهم فنكاد نجزم إنهم يعرفوهم
ونعرف إنهم
لا يفعلون !!
وأحيآن أخرى
نَقرأ لهم فنشعر إنهم يُشبهونا بجآنب ما !
تِلك اللغه
الـ سآحره التي قلَّ أن نجد مثلها في زمن لبست فيه حتى الكلمات قناع الزيف
والخِداع !!
,,
رآئعة بَعض
جملهم كإنها مُنذ الأزل كُتبت لِتبقى
هُنا سَتكون
أقتباساتي
من قِصه ..
روآيه ..شعر أحيآناً.. كتآب من أي نوع .. ,
تعودت حين
أقرأ أي كتاب يكون معي قلم ودفتر لأدون فيه اكثر ما يعجبني
وفي الصفحه
البيضاء التي غالباً ما تترك في نهآية اي كتاب
أستغلها
بكتآبة رقم الصفحات ورقم الأسطر التي اعجبتني أكثر لأعود إليها فيما بعد
بسم الله
أبدأ وأقتبآساتي ~!
ملاحظه
صغيره :: الأقتتباسات موجوده لكن لأن الموضوع طويل عملته كمقتطفات
1
النآس إنهم
لا يطرحون عَليك إلا أسئله غبيه يُجبرونك على الرد عليها بإجوبه غبيه مثلها .
يسألونك ماذا تَعمل لا ماذا كنت تريد أن تكون . يسألونك ماذا تملك لا ماذا فقدت .
يسألونك عن أخبار المرأه التي تزوجتها لا عن أخبار تلك التي تُحبها . يسألونك ما
أسمك لا ما إذا كان هذا الأسم يُناسبُكَ . يسألونك كم عمرك لا كم عشت من هذا العمر
. يسألونك أي مدينه تسكن لا أي المدن تسكنك . يسألونك هل تُصلي لا هل تخاف الله
لذا تعودت أن أُجيب على هذه الأسئله بالصمت فنحن حين نصمت نُجبر الآخرين على تدارك
خطأهم
2
نحن نأتي
الحيآة كمن ينقل أثآثه وأشياءه محملين بالمبادئ , مثقلين بالأحلام محوطين بالأهل
والأصدقآء , ثم كلما تقدم بنا السفر فقدنا شيئاً وتركنا خلفنا أحداً ليبقى لنا في
النهايه ما نعتقده الأهم . والذي أصبح كذلك لأنه تسلق سلم الأهميات بعدما فقدنا ما
كان أهم منه ..!!
3
من الأسهل
علينا تقبل فكرة موت من نُحب على تقبل فكرة فقدانه وأكتشاف أن بإمكانه مواصلة
الحياة دوننا ..!!
4
عَجيبةٌ هي
الحيآة بمنطقها المُعاكس . أنت تركض خَلف الأشياء لآهثاً فتهرب الأشياء مِنك وتقنع
نفسك بأنها لا تستحق كل هذا الركض حتى تأتيك هي لآهثه وعندها لا تدري أيجب أن
تُدير لها ظهرك أم تفتح لها ذراعيك وتتلقى هذه الهبه التي رمتها السمآء إليك والتي
قد يكون فيها سعادتك أو هلاكك !!
5
أينتهي
الحُب عندما نبدا بالضحك من الأشياء التي بكينا بسببها يوماً ؟!
6
كان رجلاً
مأخوذاً بالكلمات القاطعه والكلمات الحاسمه وكانت هي إمرأه تجلس على إرجوحة [ ربما
] ..!
7
خلق الأنسان
اللغه ليُخفي بها مشاعره ..! هذه المقوله لأوسكار وآيلد لكن قرأتها في إحدى الروايات
8
أي علم هذا
الذي لم يستطع حتى الآن أن يضع أصوات من نُحب في أقراص أو في زجاجة دواء نتاولها
سِراً عندما نُصاب بوعكه عاطفيه بدون أن يدري صاحبها كم نحن نحتاجه ..!؟
9
الأديان
نفسها, التي تحثنا على الصدق, تمنحنا تعابير فضفاضة بحيث يمكن أن نحملها أكثر من
معنى. أوليست اللغة أداة ارتياب؟
10
مخيفة هي
الكتابة دائماً. لأنها تأخذ لنا موعداً مع كل الأشياء التي نخاف أن نواجهها أو
نتعمق في فهمها.
11
نحن لا
نتعلم الحياة من الآخرين. نتعلمها من خدوشنا.. ومن كل ما يبقى منا أرضًا بعد
سقوطنا ووقوفنا!!

وللنِزاريات
نصيبٌ أيضاً
12
وحين أجيء
إليكَ لكي أستعير كتاب
لأزعم أني
اتيت لكي أستعير كتاب
تمد أصابعكَ
المتعبه إلى المكتبه
وأبقى أنا
في ضباب الضباب
كإني سؤالٌ
بغير جواب
أُحدق فيكَ
وفي المكتبه
كأنني
القطةُ الطيبه
تُرآكَ
أكتشفت ؟!
تُرآكَ عرفت
؟!
بأني جئتُ
لغير الكتاب
وأني لستُ
سِوى كآذب !!
من"
شؤون صغيره " أكثر قصيده أعشقها لنزار قباني "رحمه الله "
13
أنا كماء
البحر في مَدي وجَزري وعُمق تحولاتي
إنَّ
التناقض في دَمي وأنا أُحبُ تناقضاتي
يحكيني هنا
نزار قباني ولا يدري !!
14
كم اخترعت
مكاتيبـا سترسلها
وأسعدتني
ورودا سوف تهديهــا
وكم ذهبت
لوعد لا وجود لـه
وكم حلمت
بأثـواب سأشريهــا
وكم تمنيت
لو للرقص تطلبني
وحيـرتني
ذراعي أين ألقيهـــا
15
لولا
المحبّةُ في جوانحه
ما أصبحَ
الإنسانُ إنسانا..
ولفاروق
جويده نصيبٌ أيضاً ,,
لكم أتمنى
أن أقتبس كل قصآئده ومقالاته
وكم أتمنى
أن ألتقي به يوماً لأقول لهُ فقط
" كم
أنتَ رآئع ~
16
لا تكنْ
كالزهرِ
في
الطُّرُقَاتِ .. يُلقيه البشر
مثلما تُلقي
الليالي
عُمْرَنا ..
بين الحُفَر
فكلانا يا
رفيقي
من هوايات
القَدَر
يا رفيقَ
الدَّرْب
تاهَ الدربُ
مني
رغمَ جُرحي
رغمَ جُرحي
..
سأغنّي
17
الآن قد جاء
الرحيل..
و أخذت أسأل
كل شيء حولنا
و نظرت
للصمت الحزين
لعلني.. أجد
الجواب
أترى يعود
الطير من بعد اغتراب؟
و تصافحت
بين الدموع عيوننا
و مددت قلبي
للسماء
لم يبق شيء
غير دخان
يسير على
الفضاء
و نظرت
للدخان.. شيء من بقايا يعزيني
و قد عز
اللقاء..
18
و أمام دخان
المدينة
صار قلبي..
يحترق
تتعثر
الأنفاس في صدري..
و صوتي
يختنق !!
19
وغدا تسافر
والأماني
حولنا.. حيرى تذوب
والشوق في
أعماقنا يدمي جوانحنا
ويعصف
بالقلوب
لم يبق شيء
من ظلالك
غير أطياف
ابتسامة ^_^
ظلت على
وجهي تواسيه
وتدعو..
بالسلامة !!
[ أقتباسآت
منوعه ]
20
أقصى الأمل
يولد من أقاصي اليأس
لـ
رآسل
21
ثمة ذكريات
نتركها لنعود إليها لآحقاً لكنها لا تنتهي . لا تنتهي أبداً كُل ذكرى تفترض لغتها
الخاصه
لـ على بدر
شتاء العائله
22
التفرج على
هآمش الحياة شيءٌ صعب .. النزول إلى المُعترك هو الصحيح
لـ خضير عبد
الأمير " رموز عصريه "
23
عندما تكون
الأيام تشبه بعضها بعضاً، فهذا يعني أن الناس قد توقفوا عن ملاحظة الأشياء الطيبة
التي تخطر في حياتهم طالما أن الشمس تعبر السماء باستمرار
لـ باولو
كويلو " الخيميائي "
24
كل انسان
قادر على اكتساب مايريد، وماهو ضروري له. فكل مانخشاه هو أن نخسر مانملك، سواء
مايتعلّق بحياتنا أو بزروعنا، لكن هذا الخوف يتلاشي عندما نفهم ان صيرورتنا
وصيرورة العالم قد خطّتها يد واحدة
لـ بلولو
كويلو " الخيميائي
25
أنك لست
بحاجة إلى فهم الصحراء، بل يكفي أن تتأمل حبة رمل بسيطة، لترى فيها عجائب الخلق
كلّها. !!
لـ باولو
كويلو " الخيميائي
26
المستقبل
يملكه هؤلاء الذين يؤمنون بجمال أحلامهم
لـ روزفلت
27
لا ننسى
شيئاً مما نود نسيانه نحن ننسى كل ما عداه !!
لـ بوري
سفيان
28
كثير من
الناس يعيشون في الماضي والماضي مَنصّه للقفز لا أريكه للأسترخاء !!
لـ توفيق
الحكيم
29
قِراءة
الكتب ,, رحلات أخرى في عقول الآخرين !!
لـ أنيس
منصور " أعجب الرحلات في التاريخ ..
30
أحسن لمن
شئت تكُن أميره ,, واحتج لمن شئت تكُن أسيره !!
للأمام علي
(عليه السلام)
31
"في
الشطرنج كما في الموت..بعد نهاية اللعب يوضع الملك والعسكري في صندوق
واحد"
أنيس منصور
أنيس منصور
المرأة خرجت
من الرجل، لا من رأسه لكي تتحكم فيه، ولا من قدميه لكي توقعه، وإنما من أحد جنبيه
لكي تكون إلى جواره، ومن تحت ذراعيه لكي تكون في حمايته، وبالقرب من قلبه لكي
يحبها"
أنيس منصور
32
يُؤَجِلُ
الله أُمنِيَاتِنا, ولا يَنسَاها"
محمد حسن علوان
محمد حسن علوان
33
" هجرتُ البعض طوعاً
لِـ أنني
رأيتُ قلوبهم تهوى فِراقي
نعمْ أشتاق ، لكن وضعتُ
كرامتي فوق إشتياقيّ
و أرغبْ وصلهمْ دوماً ولكن
طريقُ الذل لا تهواهُ ساقيّ "
لأحمد شوقي
إن أحببتم
أضآفة أية أقتباسات تُعجبكم فمرحبٌ بِكم وبأقتباسآتكم مَعي
ولا زالت
أقتباساتي مستمره مادمت أقرأ ..
==========================================================================================================================
ملخص من كتاب
( جدد حياتك )
الشيخ محمد الغزالى يوضح هدف الكتاب و سبب كتابته له
يقول الشيخ الغزالى : وفى هذا الكتاب مقارنة بين تعاليم الإسلام ، كما وصلت الينا ،
وبين أصدق و أنظف ما وصلت اليه حضارة الغرب فى أدب النفس و السلوك. وسيرى
القارىء من روعة التقارب بل من صدق التطابق ما يبعثه على الإعجاب الشديد.
ولقد قرأت كتاب"دع القلق و ابدأ الحياة" للعلامة ( ديل كارنيجى ) الذى عربه الأستاذ
عبد المنعم الزيادى فعزمت فور انتهائى منه أن أرد الكتاب إلى أصوله الاسلامية!!!
لا لأن الكاتب نقل شيئا عن ديننا، بل لأن الخلاصات التى أثبتها بعد استقراء جيد لأقوال
الفلاسفة و المربيين ، وأحوال الخاصة و العامة تتفق من وجوه لا حصر لها مع الآيات
الثابتة فى قرآننا و الأحاديث المأثورة عن نبيينا.
أن المؤلف لا يعرف الإسلام ولو عرفه لنقل منه دلائل تشهد للحقائق التى قررها أضعاف
ما نقل عن أى مصدر أخر.
إن الفطرة السليمة سجلت وصاياها فى هذا الكتاب ، بعد تجارب واختبارات ، وما
انتهيت من تسجيله جاء صورة أخرى للحكم التى جرت على لسان النبى العربى الكريم محمد بن عبد الله منذ قرون .
- 1 - جدد حياتك
كثيراً ما يحب الإنسان أن يبدأ صفحة جديدة في حياته ، ولكنه يقرن هذه البداية المرغوبة بموعد مع الأقدار المجهولة
كتحسن في حالته أو موسم معين أو بداية عام أو شهر جديد مثلاً..! وهذا وهم.. إن تجدد الحياه ينبع قبل
كل شيئ من داخل النفس . إن الانسان إذا ملك نفسه وملك وقته يقدر على فعل الكثير دون انتظار إمداد من
الخارج تساعده على ما يريدانه بقواه الكامنة وملكاته المدفونة يستطيع أن يبنى حياته من جديد .
- 2 –
إن تجديد الحياة لا يعني إدخال بعض الأعمال الصالحة أو النيات الحسنة وسط جملة ضخمة من العادات الذميمة والأخلاق السيئة ؛ فهذا الخلط
لا ينشئ به المرء مستقبلاً حميداً ولا مسلكا مجيدا . ولا يسمى هذا اهتداء . إن
- 3 -
وما أجمل أن يعيد الإنسان تنظيم نفسه بين الحين والحين، وأن يرسل نظرات ناقدة
في جوانبها ليتعرف عيوبها وآفاتها . فى كل بضعة أيام أنظر إلى أدراج مكتبى لأذهب
الفوضى التى حلت به من قصاصات متناثرة ،
- 4 -
والنفس الانسانية اذا تقطعت وسجلات مبعثرة . اواصرها ، ولم يربطها نظام ينس
شئونها ويركز قواها اصبحت مشاعرها وافكارها كهذه الحبات المنفرطة السائبة لا خير فيها ولا حركة لها .
ومن ثم نرى ضرورة العمل الدائم لتنظيم النفس واحكام الرقابة عليها .
- 5 -
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسىء النهار ، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل
( رواه مسلم ).إن كل تأخير لإنفاذ منهج تجدّد به حياتك، وتصلح به أعمالك لا يعني إلا إطالة الفترة الكآبية التي تبغي الخلاص منها .
عش في حدود يومك
والعيش في حدود اليوم يتّسق مع قول الرسول صلى الله عليه وسلم: "من أصبح آمناً في سربه
، معافىً في بدنه، عنده قوت يومه.. فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها" ( رواه الترمذى (
إن الأمان والعافية وكفاية يوم واحد تتيح للعقل النيّر أن يفكر في هدوء
واستقامة تفكيراً قد يغيّر به مجرى التاريخ كله
.
على أن العيش في حدود اليوم لا يعني تجاهل المستقبل ، أو ترك الإعداد له ؛
فإن اهتمام المرء بغده وتفكيره فيه ، فيه حصافة وعقل ، وهناك فارق بين
الاهتمام بالمستقبل والاغتمام به.. بين الاستعداد له والاستغراق فيه ،
بين التيقظ من استغلال اليوم الحاضر والتوجس المربك المحير
مما قد يأتي به الغد...
ويرد الشاعر على هذه التوجسات بقوله:
سهرت أعين ونامت عيون في شئون تكون أو لا تكـون
إن ربًّا كفاك بالأمس ما كان سيكفيك في غدٍ ما يكــون
الثبات والأناة والاحتمال - 1
إذا داهمتك شدة تخاف منها على كيانك كله.. فما عساك تصنع ؟ يقول كارنيجي:
1ـ سل نفسك ما هو أسوأ ما يمكن أن يحدث لي ؟
2ـ ثم هيِّئ نفسك لقبول أسوأ الاحتمالات ؟
3ـ ثم أسرع في إنقاذ ما يمكن إنقاذه ؟!
ولا شك أن الرجل الذى يضبط أعصابه أمام الأزمات ، ويملك إدارة البصر فيما حوله هو الذى يظفر فى النهاية بجميل العاقبة . ولذلك يقول الرسول صلى الله عليه وسلم :
( إنما الصبر عند الصدمة الأولى ) .
والناس – إلا القليل منهم - من خوف الفقر في فقر.. ومن خوف الذل
في ذل... وهذا خطأ بالغ .
إن الإنسان يتخوف فقدان ما ألِف .
الثبات والأناة والاحتمال - 2
و التحسر على الماضي الفاشل والبكاء المجهد على ما وقع بما فيه من آلام
وهزائم هو – في نظر الإسلام بعض مظاهر الكفر بالله والسخط على قدره؟!
ومنطق الإيمان يوجب نسيان هذه المصائب جملة ، واستئناف حياة أحفل
بالعمل والإقدام . وفى هذا يقول الله عز وجل :
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ كَفَرُوا وَقَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ إِذَا ضَرَبُوا فِي
الْأَرْضِ أَوْ كَانُوا غُزًّى لَوْ كَانُوا عِنْدَنَا مَا مَاتُوا وَمَا قُتِلُوا لِيَجْعَلَ اللَّهُ ذَلِكَ
حَسْرَةً فِي قُلُوبِهِمْ وَاللَّهُ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُون بصير ( 156/ آل
عمران ) } غزى : أى كانوا فى الغزو {.
وإذا وجدت الصبر يساوى البلادة فى بعض الناس فلا تخلطن بين تبلد الطباع
المريضة وبين تسليم الأقوياء لما نزل بهم . هل يدرى الناس أن هذه الحياة
الدنيا بما فيها ومن فيها ستكون ذكريات حافلة مثيرة ، وأن يوما لابد منه
سوف يقدم ليتلاقى فيه الصالحون .
هموم وسموم
قال
عليه الصلاة
والسلام : ” من كانت
الآخرة همّه جعل الله غناه
في قلبه ، وجمع له شمله ، وأتته
الدنيا وهي راغمة .
ومن كانت الدنيا همّه جعل الله
فقره بين عينيه ، وفرق عليه شمله ،
ولم يأته من الدنيا إلا ما قُدر له " (رواه الترمذي ) .
وهذه الأحاديث تهدف إلى تهذيب النفوس في سعيها وعملها
وطلبها للرزق، ولا تعني بشكل من الأشكال إبطال أعمال الدنيا.
فالمال نطلبه لكي ننفقه لا
لنختزنه ، وإذا أحببناه فمن أجل أن نبذله فيما
يحقق مصالحنا ويصون حياتنا، ولذلك فواجب المؤمن التشبث
بالعناية الإلهية في مواجهة كل ما يحل به من قلق واضطراب؛ فإن
الاستسلام لتيار الكآبة بداية انهيار شامل في الإرادة يطبع الأعمال كلها بالعجز والشلل.
ولذلك كان الرسول - صلى الله عليه وسلم – يعلّم أصحابه بعض الأدعية ليسهّل الله أمورهم ويقضي حوائجهم.
كيف نزيل أسباب القلق؟ - 1
يقول كارنيجي :
الخطوات الثلاث التي يجب اتخاذها لتحليل
مشكلة ما والقضاء عليها هي:
1ـ استخلاص الحقائق / 2ـ تحليلها /
3- اتخاذ قرار حاسم والعمل بمقتضاه.
بالنسبة للخطوة الأولى :
إذا حدث أن حاول أحدنا استخلاص
الحقائق فإنه يتصيد منها ما يعضد الفكرة الراسخة في ذهنه .
والعلاج هو أن نفصل بين عاطفتنا وتفكيرنا ، وأن نستخلص الحقائق المجردة بطريقة محايدة .
والخطوة الثانية بعد جمع الحقائق استشعار السكينة
التامة في تلقيها، وضبط النفس أمام ما يظهر محيراً أو مروعاً منها.. وقد يجد المرء نفسه
أمام عدة حلول للمشكلة ؛ فيجد أن أحلاها مر، وقد يدور حول نفسه ولا يرى طريقاً، أو يرى الطريق
فادح التضحية، ومثل هذه الأفكار تتكاثر وتتراكم مع ضعف الثقة بالله وبالنفس . أما المؤمن فهو
يختار أقرب الحلول إلى السكينة والرشد، ثم يُقدِم ولا يبالي بما يجد بعد ذلك، ولسان حاله يقول:
” قُل لَّن يُّصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللهُ لَنَا هُوَ مَوْلاَنَا وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ".
فقال شاعرهم :
إذا كنت ذا رأي فكن ذا عزيمة **** فإن فساد الرأي أن تترددا
والخطوة الأخيرة هي التصرف بقوة
وحزم؛ فكثير من الناس لا يعوزهم الرأي الصائب؛
فلهم من الفطنة ما يكشف أمامهم خوافي
الأمور، يبدو أنهم لا يستفيدون شيئاً من هذه
الفطنة ؛ لأنهم محرومون من قوة الإقدام ، فيبقون
في أماكنهم محصورين بين مشاعر الحيرة والإرتباك،
وقد كره العقلاء هذا الضرب
من الخور والإحجام .
آفات الفراغ – 1
البطالة
تولد آلاف
الرذائل
وقد نبه النبي صلى الله
عليه وسلم إلى غفلة الألوف
عما وُهبوا من نعمة العافية والوقت .
فقال : ” نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس :
الصحة ، والفراغ ”
فالله عز وجل يقول: ( أفحسبتم أنا خلقناكم عبثاً وأنكم إلينا
لا ترجعون* فتعالى الله الملك الحق) الآيتان: 115-116
من سورة المؤمنون .
إن الحياة خلقت بالحق، الأرض والسماء وما بينهما. والإنسان في هذا العالم
يجب أن يتعرف هذا الحق وأن يعيش به.
وما أصدق ما رواه الشافعي في أسس التربية هذه الكلمة الرائعة "وإذا لم تشغل
نفسك بالحق شغلتك بالباطل“ وهذا صحيح ؛ فإن النفس لا تهدأ.
إذا لم تَدُرْ في حركة سريعة من مشروعات الخيروالجهاد والإنتاج المنظم لم تلبث
أن تنهبها الأفكار الطائشة ، وأفضل ما تصون به حياة إنسان أن ترسم له منهاجاً يستغرق أوقاته ،
ولا تترك فرصة للشيطان أن يتطرق إليه بوسوسة أو إضلال .
إحدث
ثقباً في
مصباح كهربائي
مفرغ من الهواء،
وسترى أن الطبيعة
تدفع بالهواء إلى داخل المصباح
ليملأ ما فيه من خلاء، كذلك تسرع
الطبيعة إلى ملء النفس الفارغة ، بماذا؟
بالعواطف والإحساسات غالباً. لماذا؟
لأن مشاعر القلق والخوف والحقد والغيرة والحسد تندفع بقوة
بدائية عنيفة متوارثة من عهد الغابة ، وتلك المشاعر من القوة
بحيث يمكنها أن تبدد السلام من نفوسنا والاستقرار من عقولنا.
إن شحن الأوقات بالواجبات، والانتقال من عمل إلى عمل آخر - ولو من عمل
مرهق إلى عمل مرفه - هو وحده الذي يحمينا من علل التبطل ولوثات الفراغ.
ويتساءل "ديل كارنيجي": (ما السبب في أن أمراً هيناً كالاستغراق في العمل يطرد القلق ؟.
السبب في ذلك هو أحد القوانين الأساسية التي اكتشفها علم النفس وهو : من المحال لأي
ذهن بشري مهما كان خارقاً أن ينشغل بأكثر من أمر واحد في وقت واحد". وهذا صحيح ، وهو قريب
من قول الله عز وجل: (ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه) الآية 4 من سورة الأحزاب .
ُروى عن عمر بن الخطاب أنه قال: "إني لأرى الرجل فيعجبني، فإذا سألت عنه فقيل: لا حرفة له، سقط من عيني.
لا تبك على فائت -1
أمر الله عباده أن يستعرضوا أحداث الماضى لينتفعوا بما فيها . والله عز وجل يقول :
فاعتبروا يا أولى الأبصار ( سوره الحشر اية 2 ) .
ويقول تعالى ( لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ( يوسف اية 111 )
وابتغاء العظة المجردة وحدها يصح أن نلتفت إلى الوراء . أما العودة الى الأمس القريب أو البعيد
لنجدد حزنا أو ندور حول مأساه حزت فى نفوسنا لنقول : ( ليت ، ولو ) ، فإن هذا ما يكرهه
الإسلام . ولقد نبه القرآن الكريم بعد ( أحد ) ؛ قال للباكين على القتلى ، النادمين على الخروج إلى
الميدان : لو بقيتم فى بيوتكم ما طالت لكم حياة ولا امتد أجل . يقول تعالى :( ... يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ مَا قُتِلْنَا هَا هُنَا قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ ...( آل عمران 154 )
إن ديل كارنيجى يلجا إلى العقل لكى يصل إلى هذه النتيجة . يقول : }حدثنى ( سوندرز ) أن
مستر ( براندوين ) مدرس الصحة بكلية ( جورج واشنجتون )علمه درسا لن ينساه أبدا . قال :
ذات صباح دخل مستر براندويل الفصل ومعه زجاجة مملوءة باللبن وضعها أمامه على المكتب
، وفجاة نهض المدرس ضاربا زجاجة اللبن بظهر يده فاذا هى تقع على الأرض ويراق مافيها .
وهنا صاح مستر ( براندوين) : لا يبكى أحدكم على اللبن المراق ، ثم جعل يقول لكل منا لقد
ذهب اللبن ، فمهما تشد شعرك ، وتسمح للهم والنكد أن يمسكا بخناقك فلن تستعيد منه قطرة .
لقد كان يمكن بشىء من الحيطة والحذر أن نتلافى هذه الخسارة . ولكن فات الوقت ، وكل ما
نستطيعه أن نمحو أثرها وننساها ثم نعود إلى العمل بهمة ونشاط {.
ذلك حق ، وإليه يشير الحديث الشريف : استعن بالله ولا تعجز ، وإن أصابك شىء فلا تقل : لو أنى فعلت كذا كان كذا وكذا . ولكن قل : قدر الله وما شاء فعل ، فإن ( لو) تفتح عمل الشيطان .
حياتك من صنع أفكارك - 1
إن قيمة صاحب العمل ترتبط ارتباطا وثيقا
بحقيقة الأفكار التى تدور فى الذهن ،
والمشاعر التى تعتمل فى النفس . قال ديل كارنيجى : إن أفكارنا
هى التى تصنعنا ، واتجاهنا الذهنى هو العامل الأول فى تقرير مصيرنا .
إن المشكلة التى تواجهنا هى : كيف نختار الأفكار الصائبة السديدة ؟ فإذا انحلت هذه
المشكلة انحلت بعدها سائر مشكلاتنا . إذا نحن ساورتنا أفكار سعيدة كنا سعداء ،
وإذا تملكتنا أفكار شقية غدونا أشقياء ، وإذا خامرتنا أفكار مزعجة تحولنا خائفين
جبناء ، وإذا تغلبت علينا هواجس السقم والمرض فالأغلب أن نبيت مرضى سقماء .
نحن نستطيع أن نصنع من أنفسنا أمثلة رائعة اذا أردنا . وسبيلنا إلى ذلك تجديد
أفكارنا ومشاعرنا ، كما تتجدد الرقعة من الصحراء إذا انضاف اليها
مقدار ضخم من المخصبات والمياه ، إننا نتحول أشخاصا آخرين
كما تتحول هذه الصحراء القاحلة روضة غناء .
إن الاسلام - كسائر رسالات السماء
– يعتمد فى إصلاحه العام على تهذيب النفس
الانسانية قبل كل شيئ ، فالنفس المختلة تثير الفوضى فى أحكم
النظم ، والنفس الكريمة تحسن التصرف والمسير وسط الأنواء و الأعاصير .
فاذا لم تصلح النفوس أظلمت الآفاق ، وسادت الفتن حاضر الناس ومستقبلهم ،
ولذلك يقول الله تعالى : ... إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا
أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْوَالٍ ( 11 الرعد ) .
ويريد الله عز وجل أن يبين لنا الصلة بين صفاء النفس وصفاء العيش وبين جمال
الخلق وجمال الحياة ، فأكد لنا أن بركته الشاملة تتنزل أمانا على المؤمنين ،
وبرا وفضلا على الأتقياء والمحسنين فقال تعالى فى سورة الاعراف آية 96 :
وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا
وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ
بما كَانُوا يَكْسِبُونَ *
الثمن الباهظ للقصاص - 1
الرجل العظيم حقا كلما حلق فى آفاق الكمال اتسع صدره ،
أو امتد حلمه ، وعذر الناس من أنفسهم والتمس المبررات لأغلاطهم .
وقد رأينا الغضب يشتط بأصحابه إلى حد الجنون .إن الإهانات تسقط
على قاذفها قبل أن تصل إلى مرماها البعيد . وهذا المعنى يفسر لنا حلم هود
وهو يستمع إلى إجابة قومه بعد ما دعاهم الى توحيد الله قالوا : قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ
كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ وَإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ الْكَاذِبِينَ ( الاعراف / 66 )
إن شتائم هؤلاء الجهال لم يطش لها حلم هود . وإليك نماذج من الرجولات التى
لا تهزها إساءة ، ولا تستفزها جهالة :
( 1) قال رجل لأبى بكر : والله لأسبنك سبا يدخل القبر معك !! قال معك يدخل لا معى !!.
(2) ومر المسيح بقوم من اليهود فقالوا له شرا . فقال لهم خيرا ، فقيل له : إنهم
يقولون شرا وتقول خيرا ؟ ! فقال : كل واحد ينفق مما عنده .
( 3 ) قال يزيد بن حبيب : إنما كان غضبى فى نعلى .... فاذا سمعت ما أكره
أخذتها ومضيت .
(4 ) قال على : من لانت كلمته وجبت محبته ،
وحلمك على السفيه يكثر أنصارك عليه . إن الغضب مس يسرى
فى النفس كما تسرى الكهرباء فى البدن . قد ينشئ رعدة شاملة واضطرابا مذهلا ،
وقد يشتد التيار فيصعق صاحبه ويقضى عليه . ومحافظة على الإنسان من ثورات الغضب ،
ومن آثاره البدنية والنفسية ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
( ثلاث من كن فيه آواه الله فى كنفه ، وستر عليه برحمته ، وأدخله فى محبته ،:
من إذا أعطى شكر ، وإذا قدر غفر ، وإذا غضب فتر ( الحاكم ) .
وعن ابن عمر رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما من جرعة أعظم
أجرا عند الله من جرعة غيظ كظمها عبد ابتغاء وجه الله ( الطبرانى ) .
إن كارنيجى يقول : ( لعل أحدا ممن أنجبتهم أمريكا فى تاريخها كله ، لم يلق من الإيذاء
والمقت والخديعة ما لقيه لنكولن . وبرغم ذلك فإنه كما يقول – مؤلف سيرته –
( لم يزن الناس قط بميزان حبه أو كراهيته لهم .
لا تنتظر الشكر من أحد - 1
مع أن نعم الله تلاحقنا فى كل نفس يملأ الصدر بالهواء ؛ فنحن قلما
نحس ذلك الفضل الغامر أو نقدر صاحبه ذو الجلال والاكرام . يقول تعالى :
إن الانسان لربه لكنود ( العاديات 6 ) .
إن الجحود ينبت على وجه الأرض كالاعشاب الفطرية – التى تخرج دون أن
يزرعها أحد – أما الشكر فهو كالزهرة التى لا ينبتها إلا الرى وحسن التعهد .
والاسلام يوجه المعطى إلى ذكر النعمة التى سيقت له ، وإلى الثناء على مرسلها
وإلى مكافأته عليها بأية وسيلة . فإن لم يجد الجزاء المادى المعادل لما نال فليشكر
بلسان الحال والمقال ، وليدع الله يثيب من عنده الثواب . قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم ( من اصطنع اليكم معروفا فجازوه ، فان عجزتم عن مجازاته فادعوا له ،
حتى تعلموا أنكم قد شكرتم ، فان الله شاكر يحب الشاكرين .
( الطبرانى ) .
إلا أن الإسلام مع توكيده لواجب الشكر وتحقيره لشأن الجاحدين يطلب
من أولى الخير ان يجعلوا عملهم خالصا لوجه الله ،
والمعروف الذى يقبل ويحترم هو الذى يبذله صاحبه بدوافع
الخير المحض لا يطلب عليه ثناء بشر وشكره إنما يطيع به أمر الله ويطلب
رضوانه ومغفرته .
كن كما وصف الله الأبرار من عباده : ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما
وأسيرا * إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا ( الإنسا ن 8-9 ) .
توقع أن يضيق الناس بك وأن يحقدوا عليك وأن يبتغوا لك الريبة وينسوا الفضل .
يقول مؤلف الكتاب : وقلت لنفسى : ألا تتعلمين الإخلاص لله من مسلك
الإمام الشافعى الذى ملأ الأرض علما ثم قال : وددت لو نشر هذا العلم
دون أن يعرف صاحبه ؟ .
هل تستبدل مليون جنيه بما تملك - 1؟
ما اكثر النعم التي بين أيدينا ولكننا نغفل عنها . إحمد الله - ولي أمرك
وولي نعمتك - علي هذا الخير الكثير الذي حباك إياه....ألا تعلم ان هناك
خلقا ابتلوا بفقد هذه النعم ، وليس يعلم إلا الله مدى ما يحسونه من ألم؟
منهم من حبس في جلده ، فما يستطيع الحراك بعد أن قيده المرض .
من الخطأ أن تحسب رأس مالك هو ما اجتمع لديك من ذهب وفضة ..!!
إن رأس مالك هو جملة المواهب التي سلحك القادر بها ، من ذكاء،
وقدرة ، وحريه ، وصحة سابغه ، وعافية تتألق بين رأسك وقدميك .
قال أحد الفلاسفه ( أتراك تبيع عينيك في مقابل مليون دولار ؟ ) .
إحسب ما لديك من مواهب وستجدها لا تقدر بذهب الدنيا كلها . ( ما أقل
تفكيرنا فيما لدينا وما أكثر تفكيرنا فيما ينقصنا ) .
قال رسول الله صلي الله عليه وسلم (( والذي نفس محمد بيده ، إن
الرجل ليجي يوم القيامه بعمل صالح لو وضع علي جبل لآثقله ، فتقوم
النعمة من نعم الله ، فتكاد تستنفد ذلك كله ، لولا ما يتفضل الله به من
رحمته )) . ومعني ذلك أن أصحاب النعم مطالبون بمزيد من الجهد
والنشاط كفاء ما أتوا من خير ، ومنحوا من بر . والله قد منحنا الحواس
المعروفة لنتجاوب مع الوجود ، ونتعرف ما فيه ، ونتذوق بملكاتنا
المادية والأدبية جماله وقواه ، حتي إذاغمرنا هذا البهاء المفاض من
كل ناحية ، اهتزت مشاعرنا شكرا للذي أحيانا وكرمنا .
قال تعالى : (والله أخرجكم مِنْ بطونِ أمهاتكم لا تعلمون شيئاُ ، وجعل لكم السَمْعَ والأبصارَ والأفئدة لعلكم تشكرون ) سورة النحل 87 .
إن معصية الله لا تنيل رحمته ورضاه ، والعمل الصالح هوالذي يقرب من عطفه ومغفرته .
إصنع من الليمونة الملحة شراباً حلوا - 1
الصبر كما عرفه علماؤنا : حبس النفس على ما تكره . وهذا
تفسير حسن إذا عنينا به مواجهة الشدائد بثبات وعقل لا يفقد توازنه واعتداله .
غير أن حبس النفس على ما نكره إذا عنينا به طول الإحساس بمرارة الواقع قد ينتهى
بالإنسان الى الكآبة والتبلد . والإسلام يعمل على تحويل الصبر إلى رضا فى المجال
الذى يصح فيه هذا التحول . فرب ضارة نافعة . من يدرى ؟ ربما كانت هذه المتاعب
التى تعانيها بابا إلى خير مجهول . قال تعالى : وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم
وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون ( 216 البقرة ) .
يقول ( ديل كارنيجى : فمن المحتمل أن الشاعر ( ملتون ) لم يكن يقرض شعره الرائع
لو لم يكن أعمى ، وأن بتهوفن لم يكن ليؤلف موسيقاه الرفيعة لو لم يكن أصم ) .
إن هؤلاء المصابين لم يجسموا مصائبهم ثم يطوفوا حولها معولين منتحبين .
لقد قبلوا الواقع المفروض . وتلك هى دعائم العظمة ، أو هذا هو تحويل الليمونة
الحامضة الى شراب سائغ .
روى ( ديل كارنيجى ) عن سيدة نقلت مع زوجها الضابط إلى
صحراء موحشة ، فضاقت ذرعا بمعيشتها ، وهمت بترك رجلها وحده
والعودة الى أهلها ، قالت هذه السيدة : ( ولكن خطابا ورد إلى من أبى تضمن
سطرين اثنين سأذكرهما ما حييت لأنهما غيرا مجرى حياتى وهذان هما : ( من
خلف قطبان السجن تطلع إلى الأفق إثنان من المسجونين ، فاتجه أحدهما ببصره إلى
وحل الطريق ، أما الآخر فتطلع إلى نجوم السماء ) . قالت السيدة : وقد تلوت هذه
الكلمات وأعدت تلاوتها مرارا ، فخجلت من نفسى وقررت أن أتطلع إلى نجوم
السماء .
وكما قال ( وليم بوليثو ) : الشيئ المهم حقا فى الحياة هو أن تحيل خسائرك إلى
مكاسب ، فهذا أمر يتطلب ذكاء وحذقا ، وفيه يكمن الفارق بين رجل كيس ورجل
تافه . وهناك أمثلة لتحويل الخسائر الى مكاسب :
عندما فقد عبد الله بن عباس عينيه وعرف أنه سيقضى ما بقى من عمره مكفوف
البصر لم ينطو على نفسه ويندب حظه قال :
أن يأخذ الله من عينى نورهما *** ففى لسانى وسمعى منهما نور
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق